حبيبتي الجزائر عضو فعال
عدد الرسائل : 313 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 01/07/2009
| موضوع: من روائع الشعر الأربعاء يوليو 01, 2009 10:03 am | |
| من روائع الشعر الاصمعي و صوت صفير البلبلي يحكى أن الخليفة العباسي أبا جعفر المنصور كان بخيلا في إنفاق المال العام على رعيته خاصة الشعراء منهم فلجأ الى حيلة ماكرة وهي أن يتحداهم بأن يأتوا بقصيدة لم يسمعها من قبل فيدفع لهم مقابل وزن ما نقشت عليه ذهبا ، فطفق الشعراء ينظمون القصائد وفي كل مرة يخفقون لأن الخليفة يحفظ القصيدة من المرة الأولى وغلامه من المرة الثانية و جاريته من المرة الثالثة فبمجرد ما تلقى عليه القصيدة يحفظها ثم يعيدها فيحفظها الغلام فيعيدها فتحفظها الجارية وهكذا يخسرالشاعر لأن هناك من يحفظها. يئس الكل ولم يجدوا السبيل فالتقاهم الأصمعي وقال: مالكم مكتئبون؟ قالو:إنا ننضم القصيدة بالليل، و بالنهار نجد الناس لها حافظين.فقال: تلك حيلة الخليفة حتى لا يعطيكم من المال العام. فنضم قصيدة غريبة الألفاظ , صعبة الكلمات سماها صوت الصفير البلبلي وقصد الخليفة ملثما. قال من أنت؟ قال :شاعر أعرابي ,أسكن الموصل جئتك بقصيدة صوت صفير البلبلي فقال: ألقها.فقال:
ــــوت صفــــير البلبــــلي *** هيـــــــج قلبـي الثملـي فانزعج الخليفة ولم يفهم شيئا فأكمل: المـــــــاء والزهر معا *** مــــع زهرِ لحظِ المٌقَلي و أنت يا ســـــــــيدَ لي *** وســــــيدي ومولي لي فكــــــــم فكــــم تيمني *** غُـــزَيلٌ عقــــــــــيقَلي قطَّفتَه من وجــــــــــنَةٍ *** من لثم ورد الخــــجلي فـــــــقال لا لا لا لا لا *** وقــــــــد غدا مهرولي والخُـــــوذ مالت طربا *** من فعل هـــذا الرجلي فــــــــولولت وولولت *** ولـــــي ولي يا ويل لي فقلت لا تولولـــــــــي *** وبيني اللؤلؤ لــــــــــي قالت له حين كـــــــذا *** انهض وجــــــد بالنقلي وفتية سقــــــــــــونني *** قـــــــــهوة كالعسل لي فازداد انزعاج الخليفة وأراد أن يقوم من مجلسه فأكمل: شممـــــــــــتها بأنافي *** أزكـــــــى من القرنفلي في وســط بستان حلي *** بالزهر والســـــرور لي والعـــود دندن دنا لي *** والطبل طبطب طب لـي طب طبطب طب طبطب *** طب طبطب طبطب طب لي والسقف سق سق سق لي *** والرقص قد طاب لي شـوى شـوى وشــــاهش *** على ورق ســـفرجلي وغرد القمري يصـــــيح *** ملل فـــــــــــي مللي ولــــــــــــو تراني راكبا *** علــــى حمار اهزلي يمشي علــــــــــــى ثلاثة *** كمـــــشية العرنجلي والناس ترجــــــــم جملي *** في الســوق بالقلقللي والكـــــــــل كعكع كعِكَع *** خلفي ومـــن حويللي لكـــــــــــن مشيت هاربا *** من خشـــية العقنقلي إلى لقاء مــــــــــــــــلك *** مــــــــــعظم مبجلي يأمر لي بخـــــــــــــلعة *** حمـــراء كالدم دملي اجــــــــــــر فيها ماشيا *** مبغــــــــــددا للذيلي أنا الأديب الألمــعي من *** حي ارض الموصلي نظمت قطــــعا زخرفت *** يعجز عنها الأدبو لي أقول في مطلعــــــــــها *** صوت صفير البلبلي
فحينها نادى غلامه وقال له أتحفظ منها؟ قال: ما سمعتها قط. فقال: وأنت يا جارية؟ قالت :ولا أنا. فقال له أحضر ما نقشتها عليه. قال : هو لوح رخام ورثته عن أبي لا يحمله إلا عشرة من الجند. فأحضروه ووزنوه فقدر مقابل وزنه كل ماتحويه الخزنة. فقال الوزير: يا مولاي ما أظنه إلا الأصمعي. فقال المنصور: اكشف عن وجهك يا أعرابي. فأزال لثامه. فقال أبو جعفر: أتفعل ذلك بمولاك يا أصمعي؟ قال :قد قطعت رزق الشعراء بفعلك هذا. فقال: أعد المال يا أصمعي. قال: لا أعيده. قال الخليفة: أعده. قال الأصمعي: بشرط. قال :فما هو؟ قال: أن تعطي الشعراء على نقلهم ومقولهم. قال الخليفة: لك ما تريد. | |
|
أحمد عطار المدير العام
عدد الرسائل : 717 العمر : 39 الموقع : https://attar.yoo7.com تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: من روائع الشعر الأحد يوليو 05, 2009 1:44 am | |
| والله الأصمعي ذكي كتييييير وفرغ خزائن الدولة بعصره
الله يعطيكي العافية | |
|