إليكم بعد الله أشتكي:
إليكم بعد الله أشكي بثي و حزني، فقدان عزيزٍ بعد أعوامٍ طار و هجرني، فقدان أنيس أزال الكآبة عني، و بقى وفيا..مخلصا..منه الحب، والشغف مني.
اليكم بعد الله أشكي مأساتي و معاناتي،رحيل أخٍ و صديق و فوق ذلك شريكَ حياتي.. أشكو إليكم فراغا رهيبا و همسا بروحه يدمي فؤادي مريبا..أشكو لكم شعورا غريبا، يذهب نومي: رهطٌ بغيظٌ بليد، مفعم بروح الشرٍ والفتنة و التفرقة بين الأنام، فأنا و أنتم، ضحية ظلم و جور.. صخب و غرور.. فمصابي مصابكم،و حزني لنفسي و لكم.
إن عزيزي وأنيسي و صديقي و شريك حياتي هو كتابي ،و ذلك الرهط الظالم الجائر المغرور هو الإنترنيت و صاحبه الودود الهوائيات.فهذان العدوان سرقا الفرحة من روحي،و محيا البسمة من ثغري،لقد أزالا نشوة تلذ ذاتي.. لقد سرقا أخلائي و أذهبا عنهم معنى الحياء،لقد فرقا بين الأسر و أرسى راية الانعزال و الانفراد.فحزن الكتاب،مضى كالأشباح..لقد اضمحل كالضباب،و لم يبقُ لي سوى ذكرى أم تقص على ابنها رواية من أحد الكتب على فراش النوم و تستمتع بملمس أوراق ذلك الكتاب.
فيا إخواني !العين التي كنت أرى بها و أسمع الكتاب لم تعد تحدق إلى غير غضب الله على عباده العاصين..اللاهين..الهاوين، الذين شدتهم الإنترنيت و برامج التلفاز عما جعله قيما فكان أول ما جمع فيه القران الكريم.
لقد سكرت نفسي بخمرة عواطفي المجروحة عما آل إليه حال أقراني و ما سيؤول إليه حال خلفهم..أريد أن يرجع الكتاب غاليا نفيسا.. أريد أن يستيقظ الجميع من مفعول المخدر الذي زرعه الغرب في أجسادهم.و ما اخترعوه و إن كان له ايجابيات ،ليس حبا فيهم و إنما لطمس معالمهم و مقوماتهم و عرفهم و شخصياتهم.