قال الله عز و جل في أول صورة البقرة :
<< الم.ذلك الكتاب لا ريب . فيه هدى للمتقين الذين يومنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون . والذين يومنون بما أنزل إليك و ما أنزل من قبلك و بالآخرة هم يوقنون >> .
الغيب هو كل ما لا يمكن التعرف على وجوده بالحواس , الملائكة غيب , الجنة غيب , النار غيب , عذاب القبر و نعيمه غيب , أما الشهادة فعكس ذلك , إذ هي كل ما نتعرف على وجوده بحواسنا كالشمس و التراب و الأصوات ...
و التصديق بالأمور المحسوسة أمر لا يحتاج إلى مجهود , فلا أحد ينكر وجود الشمس لأن الجميع يحس بوجودها , إما بمشاهدتها تشرق كل صباح في الأفق أو بالإحساس بحرارتها بالنسبة لمن هو أعمى مثلا .
أما التصديق بالغيب , بالله و ملائكته و كتبه و رسله و الجنة و النار واليوم الآخر و الميزان و الصراط ... فمسألة تحتاج إلى مجهود إيماني و قبل ذلك تحتاج إلى الهداية من الله عز و جل .
من الأسباب التي يسرها الله لحصول الإيمان بالغيب : التفكر في مخلوقات الله عز و جل , و التدبر في الكون . و لا شك أن كل إنسان عاقل سيردد قول الله عز و جل بعد أن يتأمل الخلق : << ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك , فقنا عذاب النار >>.