من رُحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرم هذا الشهر فهو المحروم

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 00

اقترب شهر الغفران

قد اقترب الشهر الفضيل.... وعادت بنا الذكريات... إلى حيث بدأنا الطريق ومع اقتراب تلك الساعات المباركة... يسطع امل وألم... أمل برجوع ايام التوبة و المغفرة والرحمة... وألم خشية... خشية من التقصير!

واقتداءاً بسلفنا الصالح حيث كانوا يدعون ستة أشهر بأن يبلغهم الله شهر رمضان وستة أشهر بأن يتقبل منهم رمضان. وكانوا يقولون من رُحم في رمضان فهو المرحوم، ومن حُرم هذا الشهر فهو المحروم. وقال الحسن إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه يتسابقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا وتخلف آخرون فخابوا.

وبما أن هذا الشهر الكريم أقبل.. وأقبلت تجارته الرابحة مع الله سبحانه.. فليتنافس الصالحون ليحصلوا على الأرباح وعلى المغفرة والعتق...

إن أصحاب التجارة في هذه الدنيا يستعدون لشهر رمضان قبل دخوله بأشهر عديدة حتى يحصلوا على أرباح ما حصلوا عليها خلال العام، إلا في هذا الشهر تجدهم لاهين عن التجارة مع الله سبحانه طيلة هذا الشهر إلا من رحم الله فخسروا التجارة الرابحة مع الله ونجد أيضاً طائفة أخرى - والعياذ بالله - جعلت شهر رمضان عندهم كسائر الشهور وأصبح همهم الأول في ذلك في النزول إلى الأسواق والازدحام مع الناس في شراء ألوان من الطعام والشراب، وكأن هذا الشهر الفاضل شهر أكل وشرب فقط ليس شهر التشمير والجد والاجتهاد في طاعة الله، بل تجدهم في النهار على فرشهم نائمين واضاعة للأوقات بالليل، وربما حرصوا على طاعة ولكن يؤدونها على عجل دونما خشوع واستحضار لعظمة الله فيا خسارة هؤلاء ياخسارتهم إذا ربح الطائعون ويا حزنهم إذا فرح المؤمنون وياشدة بؤسهم إذا وجدوا صحائفهم خالية من مواسم الخير والبركات، يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة، يا من دامت خسارته قد اقبلت أيام التجارة الرابحة.

يا من بعد عن رحمة الله اقترب من المولى عز وجل في هذا الشهر حتى تتعرض لنفحة من نفحات المولى عز وجل حتى تفوز بجنته ورضوانه. من لم يربح في هذا الشهر ففي أي شهر يربح؟

إن هذا الشهر الكريم تضاعف فيه الحسنات من غير حصر ولا عدد ليست بعشر حسنات ولا سبعمائة حسنة وإنما يضاعف الله ويعطي من غير حصر ولا عدد من الأجور العظيمة فأين الذين يتعرضون لنفحات المولى عز وجل؟ أين الذين يريدون أن تحط عنهمسيئاتهم؟ أين الذين يريدون أن تغفر لهم ذنوبهم؟ أين الذين يريدون أن تعتق رقابهم من النار، بل أين الذين يريدون أن يدخلوا من باب الريان؟ (من جريدة الجزيرة بتصرف)

وانطلاقاً من هذا المبدأ وحرصاً على ألا يبلغنا رمضان الا ونحن في أفضل حال مع الله ... احببت ان نبدأ بالتجهيز من الآن لهذا الشهر الفضيل... نجهز قلوبنا ونجهز بيوتنا ونجهز اهلنا .. لنبدأ العيش في رحاب رمضان وذكريات رمضان وايام رمضان... حتى اذا اتانا... استقبلناه بأيدٍ مفتوحة... وقلوب عامرة وارواح طاهرة.. فلا نضيع منه لحظة الا وقد نلنا فيها من الخير.

فهل نبدأ؟؟ معاً لنعيش رمضان... لا لنكون كالاموات ... فالموت ما هو الا موت القلب والروح التي ما عرفت ربها صدق معرفته!

" وعَجِلتُ إليكَ رَبّي لِتَرضَى

دمتم بحفظ الرحمن

منقول للإفادة و الأجر

اللهم بلغنا رمضان و اجعلنا من الذاكرين الله في الغدو الأصال و اغفرلنا مولانا و أ،ت الغفور الراحيم
.

يا رب اجعله شهر توبه و مرضات لك يا رب العالمين.

واللهم اجعل ألسلتنا من الذاكرين و قلوبنا من الخاشعين.

اللهم إرحمنا وإغفر لنا زنوبنا يا أكرم الأكرمين
سلمت يداكي وكل عام وأنتي بخير