حبيبتي و روحي و كياني...

حبيبتي

لقد عصفت بفؤادي الأحزان وما عاد ثغري يقوى على الابتسام، وعبَراتي تكاثفت كغيوم ملأت راحة السماء حتى ضاقت بها أما أنفاسي فيغلب عليها صمت رهيب غيابته كلام كثير، زينته نظرة كئيبة حزينة لا يمر على عضو في جسدي إلا و يدميه، عزيز إلا و يرثيه، حزن إلا ويحميه، حب إلا ويسقيه، أمل إلا و يمحيه، يأس إلا و يبنيه. أتألم لما آل إليه حالك، فقد كنت أرضا تتوضأ فيها الشمس و يصلي فيها السلام، لقد كنت مخدع الآمال ومنبت الأقحوان، كنت حسناء غازلتها أوطان نجسة ،محت ابتسامتها و ألغت رغد عيشها. أموت حزنا و قد سرق منك جمالك الأخاذ فما عدت تلك اللوحة الفنية التي علقت في مخيلتي و التي تؤنس وحشتي فأصبح وأمسي على ضوء جمالها الفتان. كيف لا وقد شممت نسيمك لأول وهلة وطأت فيها أقدامي هذه الأرض، كيف لا وقد ولدت أحمل دم تسع ملايين شهيد و ترعرعت بين جثمان العظماء الخالدين، عشت في رحم السعادة لأنني في كنفك أحيا في كنف الجزائر.
حبيبتي، أشتاق إليك حرة أبية، أبكي معاناتك التي تكاد تمحيك من هذا الوجود، أتوق إلى استقلالك من تسلطن الغرب عليك فأبناؤك قد أعمت بصيرتهم قشور و فضلات الغربيين ، أخذوا التفاهة و تعلموا الإخلال بالحياء فطمسوا شخصيتهم بيدهم و تعلقوا بحياة الغير و نسوا الأم و الوطن! ينسون أو يتناسون أن الجزائر معقل الأمجاد وموطن الجهاد الذي يطل على بحر الدماء الطاهرة الزكية التي سقت أراضيه فأنبتت السلام

إن شاء الله ستبقى حرة أبية رافعة رأسها للسماااااااااااااء